طيف التوحد.. أعراضه وأسبابه وعلاجه
في الآونة الأخيرة زادت حملات التوعية بمرض التوحد، حيث هدفت لاكتشافه في وقتٍ مبكر، الأمر الذي من شأنه يساعد على تحسين نمط حياة الطفل في المستقبل.
أعراض التوحد لدى الأطفال
تظهر بعض علامات اضطراب طيف التوحد على الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، مثل: قلة الاتصال بالعين أو عدم الاستجابة لاسمهم أو عدم الاكتراث لمقدمي الرعاية.
قد ينمو أطفال آخرون بشكل طبيعي خلال الأشهر أو السنوات القليلة الأولى من عمرهم، لكنهم يصبحون فجأة انطوائيين أو عدوانين أو يفقدون المهارات اللغوية التي قد اكتسبوها بالفعل.. عادة ما تظهر العلامات عند عمر عامين.
من المرجح أن يكون لكل طفل يعاني من اضطراب طيف التوحد نمطًا فريدًا من السلوك ومستوى الخطورة من الأداء المنخفض إلى الأداء العالي.
بعض الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد يجدون صعوبة في التعلم، وبعضهم لديه علامات أقل من الذكاء المعتاد. يتراوح معدل ذكاء الأطفال الآخرون الذين يعانون هذا الاضطراب من طبيعي إلى مرتفع حيث إنهم يتعلمون بسرعة، إلا أن لديهم مشكلة في التواصل وتطبيق ما يعرفونه في الحياة اليومية والتكيف مع المواقف الاجتماعية.
التفاعل الاجتماعي
قد يعاني طفل أو شخص بالغ مصاب باضطراب طيف التوحد من مشاكل في التفاعل الاجتماعي ومهارات التواصل، بما في ذلك أي من العلامات التالية:
-عدم استجابة الطفل عند مناداته باسمه أو يبدو كأنه لا يسمعك في بعض الأوقات.
-يرفض العناق، ويبدو أنه يفضل اللعب بمفرده؛ أي ينسحب إلى عالمه الخاص.
-ضعف التواصل البصري، وغياب تعبيرات الوجه.
-عدم الكلام أو التأخر في الكلام، أو قد يفقد الطفل قدرته السابقة على التلفظ بالكلمات والجمل.
-عدم القدرة على بدء محادثة أو الاستمرار فيها أو قد يبدأ المحادثة للإفصاح عن طلباته أو تسمية الأشياء فحسب.
-يتكلم بنبرة أو إيقاع غير طبيعي؛ وقد يستخدم صوتًا رتيبًا أو يتكلم مثل الإنسان الآلي.
-يكرر الكلمات أو العبارات الحرفية، ولكن لا يفهم كيفية استخدامها.
-يبدو ألا يفهم الأسئلة أو التوجيهات البسيطة.
-لا يعبر عن عواطفه أو مشاعره، ويبدو غير مدرك لمشاعر الآخرين.
-لا يشير إلى الأشياء أو يجلبها لمشاركة اهتماماته.
-يتفاعل اجتماعيًا على نحو غير ملائم بأن يكون متبلدًا أو عدائيًا أو مخرّبًا.
-لديه صعوبة في التعرف على الإشارات غير اللفظية، مثل: تفسير تعبيرات الوجه الأخرى للأشخاص أو وضع الجسم أو لهجة الصوت.
ما هي أسباب التوحد عند الأطفال؟
السبب الدقيق لاضطراب طيف التوحد غير معروف، وتشير بعض الأبحاث إلى أنه لا يُوجد سبب واحد للتوحد، وعادةً ما تؤدي عدة عوامل إلى الإصابة به، وتتضمن بعض عوامل الخطر المحتملة للإصابة باضطراب طيف التوحد ما يلي:
-وجود فرد مباشر من العائلة مصاب بالتوحد.
-بعض الطفرات الجينية.
-أن يكون الطفل مولودًا لأبوين كبار في السن.
-انخفاض الوزن عند الولادة.
-تاريخ متكرر للأم من الالتهابات الفيروسية.
-تعرض الجنين لأدوية حمض الفالبرويك أو الثاليدومايد.
وتشير الدراسات إلى أن أدمغة الأطفال المصابين بالتوحد عادةً ما تنمو بشكل أسرع من المتوسط خلال مرحلة الطفولة المبكرة، خاصةً خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، ولا يُوجد سبب معروف لحدوث هذا النمو السريع، لكن هذا يعني أنه في الأطفال المصابين بالتوحد، تتواصل أجزاء من الدماغ مع بعضها البعض بطريقة غير نمطية.
هل يُوجد علاج للتوحد عند الأطفال؟
لا يُوجد علاج للتوحد، ومع ذلك تساعد بعض العلاجات، وخدمات الدعم النفسي والعاطفي الطفل المصاب بالتوحد على تحسين الأعراض ونمط حياته، وتتضمن أساليب العلاج ما يلي:
-العلاج السلوكي.
-العلاج باللعب.
-العلاج بالممارسة.
-العلاج البدني.
-علاج النطق.
ومع ذلك، فإن نتائج هذه العلاجات تختلف من طفل لآخر، وقد يستجيب بعض الأطفال جيدًا بينما لا يستجيب البعض الآخر، والجدير بالذكر، أنه لا يُوجد نظام غذائي محدد للأطفال المصابين بالتوحد، ومع ذلك، فإن بعض الأبحاث تشير إلى أن بعض التغييرات الغذائية قد تساعد على تقليل المشكلات السلوكية، وزيادة جودة حياة الطفل بشكل عام وتتضمن بعض العادات الغذائية المهمة التي يُنصح بها لمرضى التوحد ما يلي:
-تجنب الإضافات الصناعية بما فيها، المواد الحافظة، والألوان الصناعية، والمحليات.
-التركيز على الفواكه والخضروات الطازجة، والدواجن الخالية من الدهون والأسماك، والدهون غير المشبعة في النظام الغذائي.
-تقديم كمية وفيرة من الماء للطفل.
كما تشير بعض الأبحاث الحديثة إلى أن النظام الغذائي الخالي من الجلوتين قد يساعد على تحسين أعراض الطفل التوحدي، ومع ذلك لا يُوجد دراسات كافية تدعم هذه الأبحاث.
كيف يتم تشخيص التوحد عند الأطفال؟
يمكن تشخيص التوحد من عمر 12 إلى 18 شهرًا، ولكن عادةً ما يمكن تشخيصه عند بلوغ الطفل عامين من العمر.. يضم فريق تشخيص التوحد عددًا من المتخصصين على رأسهم طبيب الأطفال، والطبيب النفسي، وأخصائي التخاطب، وقد يشمل متخصصين آخرين والذين يختبرون الطفل ويقيمونه على عدة مستويات، ولا يُوجد اختبار واحد للتوحد، ولكن يعتمد التشخيص على:
-مشاهدة كيف يلعب الطفل ويتفاعل مع الآخرين.
-مراقبة كيف يتطور الطفل الآن، ومراجعة التاريخ التنموي له، أي كيف تطور الطفل في الماضي.
-التحدث مع الوالدين.
-تقييم لغة الطفل وقدرته المعرفية.
تُوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، بأن يخضع جميع الأطفال لفحوص التوحد من عمر 18 و 24 شهرًا، ما يساعد على التشخيص المبكر وتقديم الدعم والعلاجات المناسبة، وبالإضافة للتقييمات قد يُوصي الطبيب بمجموعة من اختبارات التوحد، بما في ذلك:
-اختبار الحمض النووي للأمراض الوراثية.
التقييم السلوكي.
-الاختبارات المرئية والصوتية لاستبعاد أي مشكلات في الرؤية والسمع لا تتعلق بالتوحد.
في حالة الشعور بقلق حيال نمو الطفل أو الاشتباه في إمكانية إصابة الطفل باضطراب طيف التوحد، يرجى الإعراب عن مخاوفك للطبيب، كما أن الأعراض المرتبطة بالاضطراب قد تكون مرتبطة كذلك باضطرابات النمو الأخرى.
من قبل د. تسنيم أبو الخير.