ابنك يخاف من النوم بمفرده.. إليك الأسباب والأعراض والعلاج
Mar 20 2024 / الكاتبة/ إسراء خالد

ابنك يخاف من النوم بمفرده.. إليك الأسباب والأعراض والعلاج

لا يستطيع بعض الأطفال النوم ليلًا إلا عندما تبقى أمهاتهم بجانبهم، ويرجع السبب إلى الخوف الذي يشعرون به عند التواجد بمفردهم في الغرفة
وفي هذا المقال سوف نستعرض كل ما يتعلق بخوف الأطفال من النوم بمفردهم.

هل خوف الطفل عند النوم طبيعي؟
 الخوف من النوم عند الأطفال حالة طبيعية وشائعة أكثر من 73% من الأطفال بين 4 و12 عامًا يعانون من الخوف ليلًا، وحوالي 64% من الأطفال بين 8 و16 يعانون من الخوف عند النوم، وفي معظم هذه الحالات لم يكن الأهل على دراية كافية بأسباب مشكلة خوف الطفل عند النوم.

أنواع الخوف عند الأطفال
-الخوف من الموت: فالطفل يشعر بالخوف على من حوله من أن يفقدهم، فالطفل يشعر بالخوف من الفقد.
-الخوف من الحيوانات: عند مراحل عمرية محددة يشعر الخوف بالخوف من الحيوانات، وبالأخص عند وجود هذا الخوف عند أحد الوالدين؛ لأن الطفل لا يعرف أن الحيوان يختلف عن الإنسان.
-الخوف من الذهاب إلى المدرسة: هذا الخوف ناتج عن ترك الطفل بمفرده في بداية دخوله الحضانة؛ لأن عند دخوله الحضانة لا بدمن جلوس الأم معه في الفترة الأولي، لذلك عند تعرضه لنفس الحدث يشعر بالخوف.
-الخوف من الخيال: عند قص حكايات خيالية مرعبة للأطفال فهذا يؤدي إلي شعورهم بالخوف من خيالهم ومن نومهم بمفردهم على سبيل المثال.

أنواع المخاوف في مراحل الطفولة
الأطفال منذ الولادة حتى عمر سنتين:
عادة ما يكون الخوف لدى الأطفال في هذه المرحلة من الأشخاص والأماكن الجديدة، والضوضاء الصاخبة. 
-الأطفال بين عمر 3 و4 سنوات: قد يخاف الأطفال في هذا العمر من الظلام، أو الحيوانات والحشرات، وربما ينتابهم الخوف من فكرة الانفصال عن والديهم.
-الأطفال من عمر 5 إلى 7 سنوات: يتسع خيال الطفل بشكل كبير في هذه المرحلة العمرية فيبدأ في القلق والخوف من عدة أشياء مثل وجود وحش تحت السرير أو في خزانة الملابس، وربما يشعر بالقلق من التعرض للأذى.
-الأطفال من عمر 7 إلى 12 عامًا: يمكن أن تكون مخاوف الأطفال في هذه المرحلة متعلقة بالخوف من فقد أحد أفراد الأسرة، والتهديدات الحقيقية مثل الكوارث الطبيعية، كذلك قد يشعرون بالخوف من التعرض للسخرية والتنمر، أو الفشل في الدراسة.

أسباب خوف الأطفال من النوم لوحدهم
الخوف من الظلام:
الخوف من العتمة والظلام عند الأطفال حالة طبيعية وشائعة، وغالبًا ما يبدأ خوف الطفل من الظلام بين سنة ونصف وسنتين، وقد يستمر معه مدى الحياة، ذلك يعتمد فعليًا على طريقة تعامل الأهل مع مخاوف الطفل من الظلام.

الخوف من الوحوش والكائنات الغريبة! وهذا أحد أكثر مخاوف الأطفال شيوعًا عند النوم، يرتبط خوف الأطفال من الوحوش والأشرار والكائنات الغريبة عند النوم بعدة عوامل، على رأسها:
-الخوف من الظلام وعدم القدرة على رؤية ما هو مخبئ تحت السرير أو تحت الغطاء.
-القصص والحكايات المرعبة التي يسمعها الطفل أو يشاهدها.
-تهديد الطفل بالأشرار أو الوحوش خلال النهار أو قبل النوم "اذهب إلى النوم قبل أن يأتي الوحش ويأكلك!".
تعرّض الطفل لحادثة تركت لديه هذا النوع من المخاوف عند النوم مثل ظهور عنكبوت في الغرفة أو صرصور، أو أن يستيقظ بوجود غرباء في غرفته من ضيوف أو عمال صيانة أو غير ذلك.


السكون المفاجئ في وقت النوم: عندما يكون نمط الحياة صاخبًا جدًا في المنزل حتى الدقائق الأخيرة قبل النوم؛ يجد الطفل صعوبة بالتأقلم مع الهدوء والسكون المفاجئ، وعادة ما يهمل الأهل هذا السبب عندما يلاحظون خوف طفلهم عند النوم، إنه الخوف من الهدوء! 
وفي سياق متصل يخشى الأطفال الاستيقاظ ليلًا، فتجربة الاستيقاظ ليلًا والجميع نيام قد تكون تجربة مؤلمة للطفل تزيد وتعزز مخاوفه من النوم.


الخوف من الكوابيس والأحلام المزعجة: انخفاض قدرة الطفل على التمييز بين العوالم المختلفة والفصل بين الحقيقة والخيال قد يجعل من الكوابيس والأحلام المزعجة هاجسًا مخيفًا يظهر بشكل أكبر عند وقت النوم والذهاب إلى السرير، كما أن الكوابيس تعزّز إيمان الطفل بوجود الوحوش والكائنات الغريبة.

مخاوف النهار والخوف من النوم: كل ما يتعرض له الطفل خلال النهار قد ينتقل معه إلى السرير، في بعض الحالات قد تغيب هذه المخاوف الطارئة خلال أيام، وفي حالات أخرى تستمر لسنوات، حتى مشاهدة شجار عائلي عنيف غير معتاد قد تخلق مخاوف عميقة لدى الطفل تظهر في وقت النوم بشكل أساسي، وذكرنا أن ظهور عنكبوت في المنزل قد يجعل الطفل مرعوبًا من النوم لأيام وربما شهور.


الخوف من الموت! أيضًا من الأسباب التي قد لا يتوقعها الأهل عند التعامل مع مشكلة خوف الطفل عند النوم هو الخوف من الموت، وغالبًا ما يرتبط خوف الأطفال من الموت بحادثة وفاة في العائلة أو وجود شخص قريب من الطفل يعاني من مرض خطير، أو كثرة الحديث عن الموت والآخرة وعذاب القبر والجاثوم أمام الطفل.

المشاهدات المخيفة: سواء على التلفاز وبرامج الأطفال أو الأخبار والأفلام غير المخصصة للأطفال أصلًا، أو حتى المشاهدات الواقعية المخيفة مثل شجار في الشارع، أو حادث سير، أو تعرض أحد أفراد العائلة لحادث وإن كان بسيطًا مثل جرح الأم ليدها أثناء تقطيع الخضار... كل هذه المشاهدات تنتقل مع الطفل إلى السرير ولا تفارقه، وهنا تأتي أهمية تفسير كل ما يحدث للطفل في وقته كي لا يقوم بمعالجة ذهنية مرهقة تسبب له مزيدًا من المخاوف.
التغيرات المفاجئة في حياة الطفل: كما يرتبط خوف الأطفال عند النوم بالتغيُّرات التي تطرأ على حياتهم، مثل الانتقال إلى سكن جديد، أو دخول المدرسة، أو حتى ولادة أخ جديد، انفصال الأبوين... إلخ.
التعلق الزائد بالأهل: سوء إدارة الأهل لمرحلة الطفولة المبكرة وتنظيم استقلال الطفل التدريجي قد يؤدي إلى تعلق الطفل الزائد بوالدته أو والده، ما يجعل تعويد الطفل على النوم لوحده أكثر صعوبة، ويخلق مخاوفًا عاطفية حقيقية لدى الطفل تمنعه من النوم لوحده بسهولة.
الخوف الاحتيالي عند الأطفال: يستعمل الأطفال الخوف كطريقة للاحتيال، حيث لا يرغب الطفل بالنوم في الوقت المحدد فيدّعي الخوف، أو أنه لا يريد الابتعاد عن والديه فيدّعي الخوف، لكن الخوف الاحتيالي غالبًا ما يتحوّل لخوف حقيقي نتيجة التخيّل الذي يقوم به الطفل أثناء ادّعاء الخوف.

أعراض خوف الأطفال من النوم بمفردهم
- البكاء او الصراخ وقت النوم.
- الإصرار على النوم برفقة الأبوين.
- التمسك بالألعاب أو الأشياء المفضلة.
- الشكوى من الأحلام المزعجة.
- التعب والإرهاق صباحًا.
- التبول اللاإرادي.
- اضطرابات النوم، مثل الأرق.
- التلعثم أثناء الحديث.

متى ينبغي زيارة الطبيب؟
عادة ما يمكن التغلب على الخوف عند الأطفال بدعم الوالدين، ولكن قد تستدعي بعض الحالات مراجعة الطبيب فربما يشير الخوف والقلق الشديد إلى الإصابة باضطراب قلق، ومن هذه الحالات:
-خوف الطفل المستمر أو الشديد.
-تداخل الخوف مع قيام الطفل بأنشطته اليومية أو الاستمتاع بحياته.
-الخوف الذي يؤدي إلى التصاق الطفل بوالديه، أو رفض النوم بمفرده، أو رفض الذهاب إلى المدرسة.
-الإفراط في تحدث الطفل عن شيء محدد يخيفه حتى دون وجود المحفز، مثل الخوف من الذهاب إلى طبيب الأسنان قبل عدة أشهر من موعد الزيارة.
-معاناة الطفل من مخاوف أصغر من عمره.
-الانزعاج الشديد من المخاوف والإصابة بنوبات غضب.
-ظهور أعراض جسدية للخوف، مثل: الصداع، وسرعة ضربات القلب، وضيق التنفس، والدوار، وآلام البطن.
-وجود علامات قلق شديدة أو الإصابة بنوبات هلع.

علاج خوف الأطفال عند النوم
-فهم أسباب خوف الطفل عند النوم.
-لا تسخر من خوف الطفل عند النوم.
-لا تعزّز مخاوف الطفل الخيالية.
-اجعل الطفل يتأكد بنفسه من مخاوفه.
-كن هادئًا ولا تفتعل القلق.
-امنح طفلك ما يجعله يشعر بالأمان.
-الاستعانة بضوء ليلي خافت.
-اترك باب غرفة الطفل مفتوحًا.
-راقب المحتوى الذي يشاهده طفلك.
-الاستعداد للنوم.
-انتبه للضغوطات التي يتعرض لها طفلك أثناء النهار.
-تأكد من ضبط مواعيد النوم للطفل.
-اشرح لطفلك عن الكوابيس.
-علّم طفلك أساليب الاسترخاء.
-استعن بالقصص والألعاب.
-الاهتمام بغذاء الطفل قبل النوم.
-تأكّد أن طفلك يحب غرفته.

نقلًا عن دليلي ميديكال.