علموا أولادكم القرآن.. والقرآن سيعلمهم كل شيء
للبيئة الثقافية دور أساسي في خلق جو من التفاعل اللغوي والإيجابي من خلال إتاحة الفرص المناسبة لتعلم اللغة وممارستها على النحو الذي يناسب مستوى نضج الطفل ويساعده على النمو العقلي والانفعالي، ويتشكل ذلك المناخ الثقافي الفعال من قدرة الأسرة على التفاعل اللغوي المثمر وتوجيه الطفل إلى هذا التفاعل كإلحاقه بجمعيات تحفيظ القرآن «الكتاتيب» التي تعد الطفل ليكون ذاكرة لأكبر تراث لغوي، ومحافظًا على ذاته من خلال ذلك التذكر الواعي لآياته.
ومن أفضل أنعم الله تعالى على أمة محمد، صلى الله عليه وسلم، أن جعل دستورها قرآنًا عربيًا غير ذي عوج، مَن تعلمه وعمل به فقد فاز في الدنيا والآخرة، ومَن تركه خلف ظهره فقد خسر خسرانًا مبينًا.
أهمية حفظ القرآن للأطفال
أكدت الدراسات العلمية الحديثة أن حفظ القرآن الكريم يقوي الذاكرة، ويضمن للأبناء النجاح والتفوق في الكبر، ويحفظ اللغة العربية من الاندثار، وهو وقاية من الأمراض النفسية، ويؤكد علماء الدين أن الدور المتخصصة في تحفيظ القرآن الكريم«الكتاتيب» لعبت دورًا متميزًا في تكوين الخلفية القرآنية والثقافية والإسلامية لدى أبناء المجتمع الإسلامي لقرون عديدة، وليتحقق بذلك قول المولى تبارك وتعالى الذي أنزل القرآن وتعهد بحفظه.
وأشارت الدراسة إلى أهمية البدء في دفع النشء في سن مبكرة إلى حلقات ومدارس تحفيظ القرآن الكريم نظرًا لسهولة الحفظ في هذا السن والقدرة على الاستيعاب السريع والاسترجاع، والتنافس بين الأبناء، وأكدت الدراسة أهمية دور الأسرة في تحفيز أبنائها وبناتها على حفظ القرآن الكريم وتشجيع التنافس بين الأبناء والبنات داخل الأسرة الواحدة على ذلك، حيث أثبتت الدراسة أن أكثر من 80 في المئة من حفظة القرآن الكريم من البنين والبنات عرفوا طريقهم إلى حلقات التحفيظ والمدارس القرآنية بتشجيع من الآباء والأمهات.
فوائد حفظ القرآن للأطفال وطرق تعليمه للأطفال
لا شك أن حفظ وتعلّم القرآن الكريم في الصغر له العديد من الفوائد على الأجيال ومنها ما يلي:
-حفظ القرآن للأطفال منذ الصغر يعلق قلوبهم بكتاب الله عز وجل وتعظيمه وتوقيره.
-تقويم لسان الطفل واكتساب المهارات اللغوية بالإضافة إلى فهم واستيعاب قواعد اللغة، وأيضًا تدريب اللسان على التحدث بفصاحة.
-فهم قيم ومبادئ الدين الإسلامي وأحكامه.
-أيضًا يكتسب قارئ القرآن الأجور العظيمة كما يتنعم بصحبة كتاب الله جل شأنه وما يسكبه بداخله من صحة نفسية وراحة البال والسكينة.
-تعزيز ملكة الفهم والحفظ والتدبر لديه وتقوية الذاكرة بالإضافة إلى رفع مستوى المهارات الفكرية والعقلية.
-كما يساعد حفظ القرآن للأطفال مبكرًا في حثهم على طلب العلم مع الإخلاص فيه.
-ومع القرآن تنفتح مدارك العقل لفهم الكتاب المسطور وفهم وإدراك سنن الله في كونه.
-وللقرآن دور كبير في تزكية النفس بالإضافة إلى ترقيق القلب وعلو الهمة.
طرق تعليم حفظ القرآن
كان السلف من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم يجعلون القرآن الكريم دستور حياتهم كما كانوا يحرصون كثيرًا على تعليم أبنائهم تلاوة وحفظ القرآن الكريم، فكان أول شيء يفعلونه أن يلحقوا أطفالهم بحلقات تحفيظ القرآن المنتشرة في المساجد، وهي سنة متبعة إلى أمد قريب في الكثير من بلادنا الإسلامية، فعندما يتلقى الأطفال الآيات القرآنية يتنزل عليهم النور والهدى، وبعد ذلك يمكن أن يتدرج التلميذ في مختلف أنواع العلوم فيغترف منها ما يستطيع على حسب جهده وميوله.
وفي الأخير ننوّه على أن القرآن الكريم هو كتاب الله المنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا الكتاب نور وهداية وإرشاد، بالإضافة إلى أنه تهذيب وإصلاح للنفس ففيه الخير كله لمن تمسك به وعمل به، لذا يجب أن نحرص على تربية أبنائنا وتعليمهم القرآن منذ الصغر ليكون كتاب الله دستورهم في الحياة.
من قبل مواقع إلكترونية.