.jpeg)
عادات تؤثر على نمو دماغ الطفل
لا شكّ أنّ تعزيز نمو دماغ الطفل وتطوره العقلي يعد أمرًا ذا أهمية فائقة يحرص الأهل على الاهتمام به منذ ولادة طفلهم وخلال سنواته الأولى؛ لأن أي تقصير في هذه المرحلة قد يكون له تأثيرًا كبيرًا على الطفل الصغير وقد يكون ثمنه باهظًا فيما بعد.
إذًا، ماذا لو علمت عزيزتي الأم أن هناك بعض العادات التي قد تؤثر سلبًا على تطور الدماغ والذكاء والتركيز لدى الأطفال؟
نقدم في هذا المقال عادات تؤثر على نمو دماغ الطفل، وينبغي تجنبها والابتعاد عنها تمامًا للحفاظ على سلامة صغيرك وتطوره العقلي.
التغذية السيئة:
تتجلى التغذية السيئة في ممارسات كثيرة يأتي في مقدمتها إهمال الرضاعة الطبيعية؛ فإذا كان بإمكانك البدء بالإرضاع طبيعيًا ولم يكن هناك أي سبب يمنعك من ذلك، احذري أن تحرمي طفلك من الفوائد الرائعة للرضاعة الطبيعية، لأنّ لها دور هائل في تعزيز نمو دماغ الطفل بشكل متطور ومميز.
أيضًا، يعد عدم تقديم الأطعمة المتنوعة للطفل نقطة أخرى مهمة تندرج تحت التغذية السيئة، حيث ينبغي تقديم أصناف متنوعة من الطعام الصحي عندما يبدأ طفلك في تناول الطعام الصلب.
تذكّري أن أنواع الطعام التي يتناولها طفلك أكثر أهمية من الكميات، لذا احرصي على حصول الطفل على كل احتياجات جسمه من العناصر الغذائية مثل: (النشويات، البروتينات، الخضروات والفواكه، منتجات الحليب، الدهون صحية)؛ ولا تقدّمي لطفلك الوجبات الجاهزة والخفيفة والحلويات حيث تؤثر هذه العادات الغذائية الضارة بشكل سلبي كبير على نمو المخ لدى الأطفال، وعلى مستويات الذكاء والتركيز لديهم.
إهمال صحة الطفل:
يمثّل إهمال الرعاية الصحية للطفل خطأ كبيرًا جدًا، لأنّ عدم انتظام المتابعة الطبية يفسح المجال أمام الكثير من الأمراض التي قد تؤثر بشكل كبير على تطور الدماغ ونموه؛ على سبيل المثال، قد يتسبّب نقص هرمون الغدة الدرقية أو قصور إفراز هرمون الفايروكسين في تأخير نمو الطفل العقلي مما يؤدي إلى إعاقة ذهنية عندما يكبر.
تذكّري أن التأخر في اكتشاف وتشخيص وعلاج كثير من الأمراض قد يؤثر على ذكاء الطفل وتركيزه وأدائه الدراسي لاحقًا؛ هذا يجعل من الرعاية الصحية والمتابعة الطبية المنتظمة للطفل مع الطبيب المتخصص أمرًا ضروريًا لتشخيص أي مشكلة محتملة والتدخل المبكر والفعّال لعلاجها.
مشاهدة التلفاز:
ربما يكون هذا مفاجئًا لك لكن مشاهدة التلفاز تعد أمرًا كارثيًا بالنسبة للأطفال الرضع الذين لم يتجاوزوا عمر السنتين بعد مع أنها عادة شائعة يمكنك رؤيتها في أي منزل؛ لكن جلوس الطفل الصغير لفترات طويلة أمام التلفاز يؤثر سلبًا على التطور العقلي ونمو الدماغ لديه كما يسبب تأخرًا في النطق.
لذا، يمنع الأطفال منعًا تامًا من مشاهدة التلفاز أو استخدام الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر والشاشات والألعاب بشكل عام؛ وهذا لا يعني السماح للأطفال الذين تجاوزوا عمر سنتين بمشاهدة التلفاز طوال الوقت!
بل هناك شروط تتمثل بعدم تجاوز الحد الأقصى من الساعات المسموح بها الذي يتراوح من نصف ساعة إلى ساعة يوميًا فقط؛ والشرط الثاني أن تكون المشاهدة تحت إشراف الأهل، إضافة إلى اختيار برامج مناسبة لعمر الطفل الصغير.
إدمان مواقع التواصل الاجتماعي:
يعد الإدمان على مشاهدة مواقع التواصل الاجتماعي والفيديوهات القصيرة لدى الأطفال الصغار ظاهرة سلبية ومنتشرة بشكل كبير، حيث نجد أن الطفل يمضي ساعات طويلة يستمتع بالتقليب بين المقاطع المصوّرة دون أي تركيز أو هدف محدد.
يؤدي هذا إلى فقدان القدرة على التركيز تدريجيًا، لأن الدماغ اعتاد على التركيز لفترات قصيرة فقط، وإذا استمر الطفل على هذه الحالة سيفقد التركيز بشكل مستمر لفترات زمنية طويلة إلى أن تصبح قدرته على التركيز شبه معدومة؛ لذا ننصح بإبعاد الأطفال عن هذه التطبيقات والمواقع تجنبًا لآثارها السلبية.
إهمال التواصل مع الطفل:
إن التواصل والتفاعل المستمر مع الطفل منذ صغره يعد جزءًا مهمًا من رحلة تطوره العقلي، حيث يسهم اللعب والتفاعل الفعّال في تحسين التطور العقلي وتعزيز المهارات الذهنية والتركيز عند الطفل.
على العكس تمامًا فإن إهمال التواصل معه يؤثر على تطوره العقلي، ومع انشغال الأم والأب سيفتقد الطفل التفاعل واللعب مع الآخرين، ويحرمه هذا الإهمال من فرص التعلّم واكتساب الخبرات الاجتماعية.
هز الرضيع:
يشكّل هز الرضيع بعنف خطرًا كبيرًا على حياته أولًا وعلى دماغه على نحو خاص، وقد نجد هذه العادة منتشرة في المناسبات أو خلال لحظات اللعب؟
يجب أن يُؤخذ الأمر بجدية ذلك أن الأوعية الدموية في دماغ الرضيع ضعيفة ورقيقة للغاية، لذا قد تتأثر بالهز العنيف الذي ربما يتسبّب بحدوث متلازمة هز الرضيع التي تؤثر بشكل كبير على التطور العقلي لدى الرضيع.
عدم تنظيم النوم:
من المهم تنظيم ساعات نوم الطفل، فطفلك يحتاج إلى عدد كاف من ساعات النوم في الليل ليتمكّن المخ من النمو بشكل أفضل ممّا يعزّز التطور العقلي عند صغيرك.
في الختام، لا بد من متابعة صحة طفلك وتطوره الجسدي والعقلي بانتظام مع الطبيب المختص أولًا، وتجنّب هذه العادات المنتشرة في المجتمع وذات الأثر السلبي والخطير على الطفل الصغير ثانيًا.
المصدر: سبيستون مام.