خطر الفتوى بغير علم.. خذوا العلم عن الثقات
هناك أناس يتصدرون للفتوى بغير علم على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد يُشكل على البعض حكمًا شرعيًا، فيرسلون أسئلتهم عبر الإنترنت، وبهذا قد يوقعهم في الافتراء على الله جل شأنه، والقول عليه سبحانه بغير علم، وهذا نهى عنه الله تعالى في كتابه، حيث قال جل شأنه: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}.
نهى علماء الدين عن الفتوى بغير علم، وأكدوا على أن مَن أُشكل عليه أمر ما، فليلجأ إلى عالم متخصص، وأوضحوا أنه ينبغي على المفتي أن يفتي لما يراه موافقًا للدليل من الكتاب والسُّنة، ولا يختلف جوابه بهذا عن ذاك، وإنما يكون جوابه على موجب الكتاب والسنة.
ومن اللافت للنظر أننا لنا في النبي، صلى الله عليه وسلم، أسوة حسنة، فكان، عليه الصلاة والسلام، إذا سُئل عن شيء لم ينزل عليه فيه وحي يتوقف عن الإجابة، حتى ينزل الوحي.
جدير بالذكر أنه ليس على الإنسان أن يستحي من قول: لا أدري، وليس في هذا غضاضة عليه، وينبغي أن يقول للسائل انتظر أو راجعني حتى يتسنى له أن يتأمل في المسألة، فليس هذا نقص في حقه بل هذا كمال، إنما النقص لو أجاب بغير علم والقول على الله بغير علم.
-اللجوء إلى أهل الذكر لأخذ الفتوى عنهم
لا يجوز أن يؤخذ علم في الأحكام إلا من عالم متخصص في شرع الله تعالى، قال عز وجل: قال تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.
فالإنسان إذا ما أراد أن يعرف حكمًا شرعيًا عليه أن يلجأ إلى عالم متخصص في الدين، فربما مَن يعرض الفتوى على غير المتخصص، فيُفتي في الدين بغير علم قد يتسبب في إيقاع العامة.
وننوه على أنه يجب على الإنسان ألا يفتي بغير علم، ولذلك قال النبي، صلى الله عليه وسلم،: "منْ أفتي بفُتيا غيرِ ثبتٍ فإنما إثمهُ على منْ أفتاهُ".
فينبغي أن يلجأ إلى عالم متخصص كل مَن أُشكل عليه حكمًا في الشريعة الإسلامية، وأن يتحرى المفتي الرشد في فتواه، وإلا فإن إثم المستفتي يقع على المفتي الذي أعطاه جوابًا عن جهل، فيتحمل هذا المفتي إثم فتواه بغير علم، وإثم عمل المستفتي بجوابه الخاطئ، فقد سُئل الإمام مالك، رحمه الله، عن أربعين مسألة، جاء بها رجل قادم عليه، مسافر إليه يسأله عنها، فأجاب عن ست مسائل، وقال عن البقية: لا أدري، فقال الرجل: جئتك من كذا وكذا، وتقول لا أدري، قال: نعم، اركب راحلك، وارجه، وقل للناس سألت مالكًا وقال: لا أدري.
وبهذا يتبين أنه يجب على المؤمن أن يتقي الله، وأن لا يتكلم في الحلال والحرام إلا بعلم.