لتثبيت حفظك للقرآن.. إليك الطرق
يقبل كثير من المسلمين على حفظ القرآن وتعليم أطفالهم أجزاء منه، ولكنهم يجدون صعوبة في تثبيت الحفظ والآيات، ويكثر نسيانهم.
ولا يُستنكر على الإنسان نسيان شيءٍ من محفوظه – وقد قال الله تعالى – لإمام الحفَّاظِ وسيِّدِهم صلّى الله عليه وسلّم:
﴿سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى * إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ﴾ سورة الأعلى «عن ابن عباس رضي الله عنهما: إلاَّ ما أراد الله أنْ ينسيكَهُ لِتَنْسَى، وقيل: لما جُبِلْتَ عليه من الطِّباع البشريَّة لكن سَتَذْكُره بعد».
وعَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: سَمِعَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم رَجُلاً يَقْرَأُ في سُورَةٍ بِاللَّيْلِ فَقَالَ: «يَرْحَمُهُ اللهُ، لَقَدْ أَذْكَرَنِي كَذَا وَكَذَا آيَةً، كُنْتُ أُنْسِيتُهَا مِن سُورَةِ كَذَا وَكَذَا»
نسيان القرآن نوعان:
الأول: الذي ينشأ لاشتغاله بأمرٍ دنيويٍّ – ولا سيَّما إنْ كان محظورًا- حتَّى يؤدِّيَ بصاحبه إلى إهمال مراجعة القرآن، وترك تلاوته، وهذا هو المذموم. قال سبحانه: ﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا﴾.
وليس المقصود (بالأمر الدُّنيوي): بذل الوقت في كسب الرزق والمعاش، ولكن المقصود هو الإفراط، وراء الدُّنيا وشهواتها، بحيث يتعلَّق قلبه بها، ممَّا يؤدِّي إلى هجر القرآن.
الثاني: الذي لا ينشأ عن تقصيرٍ وإهمال، وإنَّما هو ناتج عن ضعف الذَّاكرة، أو تقدُّم السنِّ، أو الانشغال بأمورٍ لا طاقة له في دفعها، وكذا تعلُّم العلم الواجب أو المندوب، أو الاشتغال بتعليم العلوم الشَّرعية، فكلُّ ذلك لا يدخل – إنْ شاء الله – في هجر الحفظ المذموم.
طرق حفظ القران وتثبيته
يختلف الناس في طرقهم في حفظ المعلومات وفهمها، ويتبين الاختلاف بينهم عند حفظ الآيات القرآنية، فالبعض قد يأخذ وقتًا طويلًا في الحفظ ثم ينسى سريعًا، والبعض قد يحفظ بصورة أسرع وتثبت الآيات في ذهنه فترةً أطول، ليس لأن المشكلة في ذهن الحافظ، بل ربّما تكون لحاجته لفهم نفسه، وتجربة أساليب حفظ مختلفة، حتى يصل للطريقة المناسبة له، وذلك بعد أن يستعين بالله تعالى.
ولذا، هذه بعض النصائح التي تعين -بعد الله- على الحفظ بشكل أسرع، ويكون ثابتًا أكثر.
1- الحفظ بالنظر
يلزم منك النظر إلى مصحف، والتقيد بطبعة واحدة للمصحف، فلا تنتقل بين أشكال المصاحف! لأن العقل يحفظ الصورة، ومكان الآيات، والحركات التشكيلية، ثم تكرار الآيات باستمرار.
2- كثرة السماع للآيات
مع مراعاة الآتي:
أ- اختيار قارئ مُجود ومحفظ.
ب- تفهّم وتدبّر الكلام المسموع؛ فالفهم يلعب دورًا كبيرًا في ترسيخ الكلام في الذاكرة.
ج- تكرار السماع والتركيز على أخطائك.
3- حفظ القرآن بالتكرار
أحد أنجح طرق حفظ الآيات، هي تكرارها، وهناك طرق كثيرة لتكرار الآيات، ومن أحد الطرق:
1- تحديد مقدار الحفظ.
2- تكرار الآية الأولى 20 مرة.
3- وتكرار الآية الثانية 20 مرة إلى أن تصل إلى الآية الرابعة.
4- يتم الربط بين الأربع آيات الأولى وتكرارهم 20 مرة.
5- حفظ 4 آيات غيرهم وتكرارهم 20 مرة.
6- الربط بين الآيات السابقة والحالية وهكذا إلى أن يتم حفظ المقدار كاملًا.
4- الحفظ بالكتابة
أحد أهم الطرق التي تساعد على تثبيت الآيات في الذهن سواءً كانت الكتابة على الورق أو الكتابة الإلكترونية.
5- حفظ القرآن بالتلقين
هناك نسبة من الناس يحفظون الآيات بتلقينها وأخذها من المعلم، ولا سيّما الأطفال، وكبار السن، أو الذين يحتاجون لمن يرافقهم في رحلة تعلم القرآن.
6- السرد والتسميع
يجب على الحافظ ألا يعتمد على تسميع حفظه لنفسه، بل عليه أن يعرض حفظه ويسمعه على غيره – ويكون متقنًا للقرآن -، حتى ينتبه الحافظ لما قد يقع فيه من أخطاء في النطق أو التشكيل أو النسيان، فكثيرًا ما يحفظ الفرد منا السورة خطأ ولا ينتبه لذلك حتى مع النظر إلى المصحف لأن القراءة كثيرًا ما تسبق النظر فينظر مريد الحفظ في المصحف لا يرى بنفسه موضع الخطأ من قراءته، ولذا فتسميع القرآن لشخص وسيلة جيدة لاستدراك الخطأ.
كما أن كثرة السرد والتسميع تُساعد بشكل كبير على تثبيت المحفوظ.
7- القراءة المستمرة للمحفوظ
بعد أن تُنجز حفظ سورة أو جزئية معينة، احرص على قراءتها في الصلوات غيبًا، واستحضارها ومراجعتها بين الفينة والأخرى.
8- الفهم طريق الحفظ
من أعظم ما يعين على الحفظ فهم الآيات المحفوظة ومعرفة وجه ارتباط بعضها ببعض، ولذلك يجب على الحافظ أن يقرأ تفسير بعض الآيات والسور التي يحفظها، وعليه أن يكون حاضر الذهن عند القراءة وذلك ليسهل عليه استذكار الآيات، ولكن لا يعتمد في الحفظ على الفهم بل عليه بالترديد والتكرار ليسهل عليه الحفظ .
9- ربط المتشابهات
القرآن الكريم متشابه في معانيه وألفاظه، وكثيرًا ما يتشتت الحفاظ المبتدئون بين الآيات المتشابهة، ويخلطون فيما بينهما، وهنا يأتي دور الحرص على التسميع المستمر مع شخص مجيد في ربط الآيات، أو الاستعانة ببعض جداول المتشابهات في ألفاظ القرآن والتي يتداولها الحفاظ.
10- اشترك في أحد البرامج التي تعينك على صحبة الحفاظ
يُعين الحافظ – بعد الله - أن يوجد له صحبة تُعينه على رحلته مع القرآن، يشترك معهم في نفس الأهداف، ويستأنس بهم، ويتعلم منه ويتعلموا منه.
11- ابدأ بالسورِ والأجزاء الأسهل
كثيرٌ من الناس يستسهلونَ سورًا مُعينة، كسورة يوسف، والكهفِ وطه، ومريم، وجزءُ عمَّ، وتبارك فلو بدأتَ حِفظك من السورِ التي تراها سهلةً، فسيكونُ في ذلك تشجيعٌ للنفس، وحافزٌ على الاستمرار والمُتابعة، بإذن الله تعالى وعونه.
المصدر: مدكر.