ظاهرة التنمر
Jan 26 2024 / منصة حصون التعليمية

ظاهرة التنمر

مفهوم التنمر

يُعرّف التنمر بأنّه أحد أشكال الإساءة والإيذاء المتعمّد لفردٍ ما أو لمجموعةٍ من الأشخاص من قِبل أشخاص سيئين يملكون السلطة أو يُمارسون قوتهم على من يشعرون بأنّهم غير قادرين على مواجهتهم، ويكون التنمر على شكل إساءة لفظية، أو جسدية، أو نفسية، أو عاطفية، ويتمثّل التنمر عموماً في شكلين كالآتي:

  • التنمر المباشر: أيّ وجهاً لوجه ويشمل أفعالاً جسدية؛ كالضرب والركل، أو أفعال لفظية تتمثّل بإلقاء الشتائم والإهانات.
  • التنمر غير المباشر: يحدث بطريقة بحيث لا ينتبه إليه الآخرون لكنه يُسبّب الأذى، ويتمثّل في نشر الإشاعات، أو الأكاذيب، وغير ذلك.

أسباب التنمر

يظهر سلوك التنمر عند الشخص نتيجة الإهمال في تربية الطفل منذ الصغر، ونموّه ضمن بيئة خالية من حوافز النمو الصحي، حيث تجعل منه شخصاً يفتقر لمهارات التواصل الاجتماعي مع الغير، وتبني لديه نوعاً من الشعور بجنون العظمة، والبحث عن السلطة، وإثبات الذات عن طريق الإجبار، وعدم الاهتمام بمشاعر الغير أو فهمها، وغالباً ما يرى الشخص المتنمر نفسه بطريقةٍ إيجابية.

أنواع التنمر

هناك عدّة أنواع للتنمّر أهمّها ما يأتي:

  • التنمر الجسدي: يُعدّ أكثر أنواع التنمر وضوحاً حيث يُبنى على ممارسة الشخص المتنمّر أفعالاً جسديةً مؤذيةً لإشباع حاجاته الذاتية من القوة والتحكّم، وعادةً ما يُمارس الشخص هذا النوع من التنمر على أشخاصٍ أضعف أو أصغر منه، ويتمثّل ذلك في الضرب الشديد، والركل، والصفع، واللكم، والدفع بقوة، وترك الآثار على الجسد، وغيرها من الأفعال المؤذية.
  • التنمر اللفظي: يُمارس التنمر اللفظي من خلال التلفّظ بالشتائم والكلمات المُهينة للطرف الآخر، وذلك بهدف التقليل من شأنه، وتحقيره، وإيذائه، وعادةً ما يُمارس التنمّر على الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وأثبتت الدراسات والأبحاث الحديثة أنّ التنمّر اللفظي له عواقب وخيمة، لما ما يتركه لدى الطفل من ندوبٍ عاطفية عميقة لها أثر على المدى البعيد.
  • التنمر العدواني العاطفي: يُعتبر من أنواع التنمر الماكر المبني على الخبث، ويتمثّل بنشر الأكاذيب والإشاعات الباطلة للسيطرة على الشخص والتقليل من قيمته الاجتماعية، ويكون ذلك بهدف حصول المتنمر على مكانة اجتماعية أفضل من مكانة الشخص الذي تنمر عليه.
  • التنمر الإلكتروني: أدّت التطورات التكنولوجيا المعاصرة إلى انتقال التنمر أيضاً للوسط الإلكتروني، وذلك من خلال المضايقات الإلكترونية التي تعتمد على تلقّي التهديدات من أشخاص مجهولي الهوية لتنفيذ مطلب ما، أو تلقي رسائل تحتوي على شتائم مؤذية نفسياً، ويُعتبر التنمر الإلكتروني من الأنواع الصعب مواجتها وتفاديها لعدم معرفة هوية الشخص المتنمر.

 

الحقوق التي ينتهكها الشخص المتنمر

يتجاوز المتنمر وينتهك عدّة حقوق للشخص الآخر نتيجة ممارسته لسلوكياته المؤذية بشتّى أنواعها، وأهم الحقوق المنتهكة ما يأتي:

  • الحق في العيش في بيئة آمنة تخلو من جميع أنواع العنف.
  • الحق في الحصول على مكان عمل هادئ خالٍ من الإزعاجات.
  • الحق في ممارسة الجانب الترفيهي واللعب في بيئة آمنة.
  • الحق في التعليم.
  • الحق في الخصوصية.
  • الحق في مشاركة الرأي.

 

التنمر في المدارس

تُعتبر ظاهرة التنمر في المدارس من أكبر المشكلات المجتمعية على مستوى العالم أجمع، وهي الأساس في بناء السلوكيات العدوانية لدى الطفل، حيث يُؤثّر ذلك على كلٍّ من الجانب الجسدي، والعاطفي، والنفسي، والاجتماعي، والأكاديمي لدى الطفل،لذلك يُعدّ منع التنمر في المدرسة ضرورياً نظراً لأهمية بيئة المدرسة واعتبارها من البيئات الحرجة التي تُؤثّر بشكل كبير على الطلاب منذ صغرهم، ويُمكن اتّخاذ أساليب عدة من أجل ذلك من قِبل المدرسيين والإدارين من خلال الطرق الآتية:

  • ترسيخ مفهوم العطف واللين عند الأطفال منذ الصغر، وأهمية في القدرة على بناء العاطفة لديهم.
  • مراقبة سلوكيات الأطفال، ووضع حواجز وحدود لكلّ من يُمارس التنمر بشتّى أنواعه، وتهذيبه بطريقة تردعه عن تكرار سلوكه.
  • منح الأطفال حرية التعبير عن الرأي دون خوف من ردة فعل أقرانهم، حيث يُساهم ذلك في بناء شخصية لدى الطفل قادرة على مواجهة أيّ تنمر مستقبلاً.
  • وضع قواعد سلوكية تُحذّر الطلاب من ممارسة التنمر أو العدوانية كوسيلةٍ للوقاية من خلال وضع القواعد الإيجابية المناسبة لمختلف الأعمار.
  • تحفيز الطلاب بمكافأة كلّ من يقوم بسلوك إيجابي.

 

التنمر في العمل

يبرز التنمّر بالعمل على شكل أفعال أو ألفاظ تُسبّب الأذى النفسي أو العقلي للفرد، وتُؤدّي إلى انعزال الشخص وانطوائه حول نفسه، وتختلف سلوكيات التنمّر في مكان العمل، ومن الأمثلة عليها الآتي:

  • نشر الإشاعات الكاذبة والنميمة بين الموظفين.
  • إعاقة عمل أحد الأفراد.
  • الانتقاد بشكل مستمر.
  • تنفيذ العقوبات دون داعٍ أو سبب.
  • إعطاء مواعيد مستحيلة لإنهاء تنفيذ المهمة المطلوبة.
  • تغيّر قواعد العمل بين كلّ حين وآخر.
  • منع الإجازات أو طلبات الترقية.
  • التلاعب بممتلكات الموظفين الشخصية أو معدّات العمل.

 

تأثير التنمر على الفرد

تتعدّد الآثار التي يتركها التنمر على الفرد، ومنها ما يأتي:

  • الشعور بالإحباط، والعجز، والضعف.
  • فقدان الثقة.
  • الصدمة.
  • الغضب المستمر.
  • الأرق، والصداع، والقلق المستمر.
  • فقدان الشهية وآلام في المعدة.
  • التوتر الأسري.
  • عدم القدرة على التركيز وانخفاض إنتاجية الفرد.

 

كيفية مواجهة التنمر

يجب اتخاذ الإجراء الأنسب في حال التعرّض للتنمر للتغلّب عليه، وذلك من خلال ما يأتي:

  • الدعم النفسي: لا بدّ من إيجاد ملجأ يُزوّد الفرد بالدعم النفسي، وخاصةً من قِبل الأهل والأصدقاء، حيث يُساهم ذلك في منح الفرد المساعدة لتخفيف أثر التنمر الواقع عليه، ومنحه القوة اللازمة لمواجهته.
  • تفهم الشخص المتنمر: يُساهم فهم شخصية الشخص المتنمر في تحديد الأسباب التي دفعته إلى ممارسة هذا السلوك، وتحديد ما إذا كان مجبراً أو يُعاني من مشكلة ما، حيث يُساعد ذلك على تقليل من الأثر الحاصل للطرف الآخر.
  • تقبّل المشاعر: يُواجه الشخص خليطاً من المشاعر المتقلّبة نتيجة تعرّضه للتنمر، والتي تتضمّن مشاعر الحقد، والغضب، والاكتئاب، والقلق، والحزن، وغيرها، لذلك من المهم جداً عدم اتّخاذ أيّ قرار سلبي، ومحاولة تفهم هذه المشاعر وأسبابها، أو مشاركة هذه المشاعر السلبية مع أشخاص ثقة، بحيث يتمكّن من التخلص من تلك المشاعر.
  • إدارة القدرات العقلية: المحاولة في التغلّب على آثار التنمر العقلية والتقليل من التوتر من خلال تجنّب عزل الذات عن الآخرين، وممارسة بعض الممارسات التي تُساهم في ذلك؛ كاليوجا، أو تمارين التأمل، أو الاستمتاع بممارسة الهوايات المفضلة.
  • التطوع: يعتبرالعمل التطوعي ومساعدة الأشخاص الآخرين الذين يتعرّضون للتنمر من الوسائل التي تزيد الثقة بالذات وُتقلّل من آثار التنمر الواقعة على الفرد.